وهل من عودةٍ بعدالغياب؟!
الشاعر الفلسطيني... بين ألم الحنين وأملالعودة
الشاعر الفلسطيني... بين ألم الحنين وأملالعودة
بقلم: محمد حسينمنصور
لله درُّ تلك القوافي ما أعذبهمسها... وما أرقّ جرسها... وما أحسن ديباجتها.. كيف لا تكون كذلك وهي التي نظمتمثل الدرّ النضيد مخاطبةً كروم فلسطين.. مستظلةً بفيء بياراتها.. مستلقيةً على شاطئبحرها.. خاشعةً في محاريب مساجدها.. مداعبةً أريج زهرها.. حالمةً على ضفاف نهرها.. واعدةً بفجر العودة المظفر بعد ليل الفراق الذي أيقن أنه مهما طال واشتدت حلكته لنيستطيع غرس بذور النسيان – ولا حتى خلسة – في نفوس المهجّرين الذين يزدادون حنيناًلأرضهم وتمسكاً بحقهم وشوقاً لأهلهم في كل لحظة يمضونها وهم بعيدون عن الثرىالغالي..
وفي هذا الصدد أضع بين يدي القارئ الكريم دراسة لأبيات من قصائد ثلاثلشعراء ثلاثة..كان لهم – مع أقرانهم من المخلصين – الريادة في أدب القضيةالفلسطينية.
ولما كان الأدب مرآة الواقع والشعر ديوان العرب..فإن قدر أدبنا أنيولد من قلبٍ جريح أضناه البعاد وفكرٍ كليم عاش بين طيات الذكرى ليومٍ في ربوعفلسطين فكان يومه عمراً كاملاً. ولعلي لا أبالغ إن زعمتُ أن أطياف الذكريات – حلوهاومرّها – تكاد لا تفارق ألباب أدبائنا ولا أذهان شعرائنا. تلازمهم في صحوهم وفينومهم..في أفراحهم وفي أتراحهم.. كلما مشى شاعرنا في طريق تذكّر شوارع بلاده وكلمارأى بيتاً تذكّر بيته الذي سُلب منه وكلما ذرف دمعةً تذكر سيول الدمع التي تُذرف منسهول الوطن وهضابه.. وإن افترضنا جدلاً أن الأيام قد تُغفل الشاعر عن قضيته – أقولجدلاً- فمن يستطيع محو صورة فلسطين التي حُفرت في القلوب وانسابت مع كل نبضة وجرتفي العروق معلنةً استمرار الحياة..ومن هنا ظلّت فلسطين بنرجسيّة رسمها وطهارة أرضهاومخمليّة حنانها. ظلّت متربعة على عروش الأفئدة... حاضرةً في كلّ المحافل... متألقةً في أبهى صورة... ماثلةً في كل جمالٍ تراه العين... رحم الله الشاعر عبدالرحيم محمود حين قال:
لله درُّ تلك القوافي ما أعذبهمسها... وما أرقّ جرسها... وما أحسن ديباجتها.. كيف لا تكون كذلك وهي التي نظمتمثل الدرّ النضيد مخاطبةً كروم فلسطين.. مستظلةً بفيء بياراتها.. مستلقيةً على شاطئبحرها.. خاشعةً في محاريب مساجدها.. مداعبةً أريج زهرها.. حالمةً على ضفاف نهرها.. واعدةً بفجر العودة المظفر بعد ليل الفراق الذي أيقن أنه مهما طال واشتدت حلكته لنيستطيع غرس بذور النسيان – ولا حتى خلسة – في نفوس المهجّرين الذين يزدادون حنيناًلأرضهم وتمسكاً بحقهم وشوقاً لأهلهم في كل لحظة يمضونها وهم بعيدون عن الثرىالغالي..
وفي هذا الصدد أضع بين يدي القارئ الكريم دراسة لأبيات من قصائد ثلاثلشعراء ثلاثة..كان لهم – مع أقرانهم من المخلصين – الريادة في أدب القضيةالفلسطينية.
ولما كان الأدب مرآة الواقع والشعر ديوان العرب..فإن قدر أدبنا أنيولد من قلبٍ جريح أضناه البعاد وفكرٍ كليم عاش بين طيات الذكرى ليومٍ في ربوعفلسطين فكان يومه عمراً كاملاً. ولعلي لا أبالغ إن زعمتُ أن أطياف الذكريات – حلوهاومرّها – تكاد لا تفارق ألباب أدبائنا ولا أذهان شعرائنا. تلازمهم في صحوهم وفينومهم..في أفراحهم وفي أتراحهم.. كلما مشى شاعرنا في طريق تذكّر شوارع بلاده وكلمارأى بيتاً تذكّر بيته الذي سُلب منه وكلما ذرف دمعةً تذكر سيول الدمع التي تُذرف منسهول الوطن وهضابه.. وإن افترضنا جدلاً أن الأيام قد تُغفل الشاعر عن قضيته – أقولجدلاً- فمن يستطيع محو صورة فلسطين التي حُفرت في القلوب وانسابت مع كل نبضة وجرتفي العروق معلنةً استمرار الحياة..ومن هنا ظلّت فلسطين بنرجسيّة رسمها وطهارة أرضهاومخمليّة حنانها. ظلّت متربعة على عروش الأفئدة... حاضرةً في كلّ المحافل... متألقةً في أبهى صورة... ماثلةً في كل جمالٍ تراه العين... رحم الله الشاعر عبدالرحيم محمود حين قال:
فكرةٌ قد خالطت كل الفكـر
صورةٌ قد مازجت كل الصور
تلك أوطاني وهذا رسمُهـا
في سويداء فؤادي محتفـر
عبد الرحيم محمود الذي هُجِّر من فلسطين إلى العراق أيام الانتداب يحكي لنا بحروفٍ تنزف شوقاً حكاية حبّه لأرضه التي تراءت له في نور الشمس وتوهُّج البدر ونواح الحمائم و رقّةِ الأنسام وحفيف الشجر وتلألُئ قطرات الندى..يقول محمود:
يتـراءى لـي فـي بهجتـهـا
في ضياء الشمس في نور القمر
في هتون الدمع من هول النوى
ولمّا صار حب فلسطين هوساً غزا فكر شاعرنا..وزّع عبد الرحيم محمود أشجانه وخفقات خياله وأسرار ذاته على أوتار قيثارة الحنين لأرضه ومسقط رأسه ليخلص بسمفونيةٍ منبعها القلب ومصبها (فلسطين):
صورةٌ قد مازجت كل الصور
تلك أوطاني وهذا رسمُهـا
في سويداء فؤادي محتفـر
عبد الرحيم محمود الذي هُجِّر من فلسطين إلى العراق أيام الانتداب يحكي لنا بحروفٍ تنزف شوقاً حكاية حبّه لأرضه التي تراءت له في نور الشمس وتوهُّج البدر ونواح الحمائم و رقّةِ الأنسام وحفيف الشجر وتلألُئ قطرات الندى..يقول محمود:
يتـراءى لـي فـي بهجتـهـا
حيثما قلّبت في الكـون النظـر
في ضياء الشمس في نور القمر
في النسيم العذب في ثغر الزهر
في هتون الدمع من هول النوى
في لهيب الشوق في قلبي استعر
ولمّا صار حب فلسطين هوساً غزا فكر شاعرنا..وزّع عبد الرحيم محمود أشجانه وخفقات خياله وأسرار ذاته على أوتار قيثارة الحنين لأرضه ومسقط رأسه ليخلص بسمفونيةٍ منبعها القلب ومصبها (فلسطين):
منيتي في غربتي قبل الردى
أن أملّي في مجاليك النظر
وتمرّيـن بيمنـاكِ علـى
جسدٍ أضناه في البعد السهر
ويغني الطير في أشجـاره
نغماً يُرقِصُ أعطاف الشجر
أن أملّي في مجاليك النظر
وتمرّيـن بيمنـاكِ علـى
جسدٍ أضناه في البعد السهر
ويغني الطير في أشجـاره
نغماً يُرقِصُ أعطاف الشجر
وكان لشاعرنا ما تمنى.. إذ قاده قدره إلى الوطن الحبيبالذي صار شاعرنا قطعةً من أرضه وصارت الأرض قطعةً من شاعرنا.. وهناك كان محمود علىموعد مع الشهادة التي نالها أثناء دفاعه عن وطنه في معركة الشجرة..ودُفن في ثرىفلسطين وكان اللقاء لقاء الأحبة تماماً كما أراد عبد الرحيم محمود عندماقال:
خبرٌ تنقله ريـح الصبـا
ويذيع الزهرُ أنسامَ الخبر
ويلاقي كل إلـفٍ إلفَـهُ
ويلمّان الشتيت المنتثـر
[/size][/b]
ويذيع الزهرُ أنسامَ الخبر
ويلاقي كل إلـفٍ إلفَـهُ
ويلمّان الشتيت المنتثـر
[/size][/b]
عدل سابقا من قبل Admin في السبت يونيو 20, 2009 3:26 am عدل 1 مرات
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار