غزة- تسنيم الزيان
اعتادت الحاجة أم سعيد –نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة- على تخزين كميات كبيرة من الدقيق في بيتها، بغية الاستفادة منه وقت شحّه في الأسواق، لكنها لم تتوقع أن "تخزينها لهذه الكميات لن تجني منه سوى الخسارة فقط..
فالإغلاق الموصد لباب المخزن لم يحمِ أكياس الدقيق من تسلل "سوسةٍ" صغيرة الحجم لونها أقرب إلى الأسود، والتي وجدت مرتعاً يروق لها حيث "الغذاء متوفّرٌ بكثرة"..
أم سعيد ظنّت أن الاكتفاء بـ "تنخيل" الدقيق يكفل لها التخلص من هذه الحشرة، إلا أنها وبعد استخدام الدقيق "المنخول" في صنع الخبز وجدت طعمه "مختلفاً" بل "مقززاً" كما عبّرت لـ "مراسلة فلسطين"، وانتهى الحال على قرارها بالتخلص من كل الكمية "كونها صارت معطوبة".
تصيب أكياس الحبوب المخزونة في البيوت أو المصانع مجموعةً من الحشرات أو "الآفات" إن صحّ التعبير، التي تختلف شكلاً وضرراً تبعاً لنوع المحصول الذي تصيبه.. الأمر الذي يتسبب بخسائر فادحة لأصحاب المصانع والمخازن المستهدفة..
فما هي أنواع هذه "الآفات"؟ وما مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه سواءً للمحصول، أو للإنسان الذي يأكل منه؟ وهل من طريقةٍ لعلاج المحصول المصاب؟ الإجابة تتبع..
سوستيّ المخزن والأرز
تعتبر آفات الحبوب المخزونة من أشد الآفات التي تشارك الإنسان غذاءه، والتي لها أثر كبير على اقتصاديات البلاد بما تحدثه من خسائر كبيرة على صعيد الحبوب والمواد الغذائية التخزينية.
وأوضح نضال فيّاض أستاذ الأحياء في الجامعة الإسلامية، أن "الخسائر السنوية التي يتكبدها العالم نتيجة إصابة الحبوب المخزونة "بالسوسة" تصل إلى ما يقارب "خمسة ملايين طن سنوياً".
الخسائر السنوية التي يتكبدها العالم نتيجة إصابة الحبوب المخزونة "بالسوسة" تصل إلى ما يقارب "خمسة ملايين طن سنوياً
ولآفة الحبوب المخزونة أنواعٌ عديدة لكل منها شكل وضرر خاص، أهمها سوستا المخزن والأرز كونهما تحدثان أضراراً للحبوب في المخازن والصوامع، بينما تجتاح الحبة يرقات عديمة الأرجل.. "وتصيب الحشرة الكاملة من سوسة المخزن ويرقاتها الحبوب داخل المخزن، أما سوسة الأرز فإنها تستطيع الطيران، وتصيب الحبوب في الحقل قبل الحصاد وفي المخازن".
فراشات مضرّة
أما النوع الثالث من "سوس الحبوب المخزونة" فهو الحشرة ثاقبة الحبوب الصغرى، "وهي الأكثر ضرراً، كونها مجهّزة بفكوك قوية تمكنها من ثقب الخشب والحبوب، وإتلافها".
عنها قال فياض :"يفقس بيضها بعد أيامٍ قليلة، ويتحول إلى يرقات بيضاء تزحف بنشاط بين الحبوب، وتتغذى على الدقيق والفضلات الناتجة"، موضحاً أن ضرر الحشرة يزداد كلما ارتفعت درجة الحرارة.
أما فراشة الحبوب والتي تعرف باسم "الأنجوموا"، فتصيب القمح والشعير والذرة والأرز، ويكثر وجودها على الحبوب المصابة وهي سريعة الطيران والانتقال، حيث تضع بيضها بين صفوف الذرة أو في شقوق حبوب القمح أو الشعير"، وتثقب اليرقة بعد الفقس الحبة وتتغذى بداخلها على المواد النشوية، وتأكل الغلاف البذري تاركة غطاء رقيقاً لخروج الحشرة الكاملة.
ضرر "فراشة الحبوب" لخّصه فياض بقوله :"اليرقات تتغذى على المواد النشوية في الحبوب، وبذلك تكون سبباً في خسائر جسيمة للحبوب في المخزن"، متمماً: "فيقل وزنها وتقل قوة الإنبات، وتنحط قيمة الدقيق لكثرة وجود البراز والأجزاء الحشرية الأخرى".
أما النوع الخامس فهو ما يطلق عليه اسم "فراشة دقيق البحر الأبيض المتوسط، والتي تتغذى يرقاتها على الدقيق ومنتجاته، والفواكه المجففة والمسكرة والحبوب المجروشة، وتنسج خلالها أنفاقاً متماسكة الأجزاء وتكثر في المطاحن".
وتكمن أضرارها في إصابة يرقاتها للحبوب الصلبة الكاملة غير المكسورة ولا المجروشة، وتكون نسبة الإصابة في أول الموسم بسيطة، ولكنها تأخذ في الازدياد السريع أثناء النضج والحصاد وتستمر بدرجة أشد في المخزن.
وللخنافس نصيب!
ومن آفات الحبوب المخزونة، تعتبر خنافس الحبوب والدقيق هي الأخطر "فإذا كثر وجودها صار ضررها شديداً خصوصاً في المطاحن".. عنها شرح فياض قائلاً :"تمضي الحشرة بياتها الشتوي على حالة يرقة أو حشرة كاملة، وتضع أنثاها بيضها على المواد الغذائية"، مبيناً أن تلك اليرقات تحفر في أخشاب المخازن وتختبئ فيها حتى يتعذر إخراجها عند التنظيف.
وقال :"لولا أن هذه الحشرة ذات عمر طويل، ولولا أن الخنافس والديدان تفترس بعض الحشرات وتفتك بها لكانت هذه الخنافس من أشد حشرات الحبوب المخزونة ضرراً".
خنفساء الحبوب المنشارية هي النوع السابع الذي يصيب "حبوب الخزين"، حيث تضع الأنثى –حسب فياض- بيضها على مواد الطعام، أو في شقوق حبوب القمح والشعير فتنسج اليرقة شرنقة تلتصق بجسم الحبوب المكسورة بإفراز صمغي، ثم تتحول داخل الشرنقة إلى عذراء"، "بينما تتسبب خنفساء الدقيق بنوعيها –الصدئية والمتشابهة- برائحة كريهة للمحصول الذي تنقض عليه"، معتبراً هذه الحشرات الأكثر استهدافاً لمواد الطعام المصنوعة من الدقيق كالخبز.
خنفساء الحبوب المنشارية هي النوع السابع الذي يصيب "حبوب الخزين"، حيث تضع الأنثى بيضها على مواد الطعام، أو في شقوق حبوب القمح والشعير فتنسج اليرقة شرنقة تلتصق بجسم الحبوب المكسورة بإفراز صمغي، ثم تتحول داخل الشرنقة إلى عذراء
بدورها، تستطيع خنفساء الخابرة -التي تنتشر في جميع أنحاء العالم- أن تعيش في المخازن والمستودعات الفارغة لمدة أربع سنوات بدون غذاء، "فهي حشرة مقاومة لظروف المعيشة القاسية"، وتعيش على جميع المنتجات الحيوانية خصوصاً "الصوف"، وجميع أطوارها مقاومة للحرارة والجفاف، بينما تتكاثر بين بذور القطن والخروع.
في آخر الموسم!
أما خنافس الحبوب البقولية، فتصيب الحبوب في الحقل قبل الحصاد، إذ تضع الأنثى بيضها على أزهار النباتات البقولية، أو على ثمارها قبل النضج.
وقال: "في المخزن تبقى الحشرات الكاملة لبعض الأنواع دون تكاثر حتى تعيد إصابة المحصول الجديد في الحقل عند تزهيره، منها خنفساء الفول الكبيرة وخنفساء العدس"، مكملاً :"هذا النوع من الحشرات خطير، إذ قد يخزن المحصول دون إصابة ظاهرة، وبعد مدة تظهر الإصابة، وتظهر الحبوب البقولية في أواخر الموسم، وقد اختلط بها عدد كبير من الحشرات الكاملة، بالإضافة إلى قشر البيض الملتصق بها".
وتعتبر البيئة الأنسب لنمو هذه الآفات وانتقال العدوى –حال لم يهتم أصحابها بتنظيفها- هي شقوق المخازن، وفضلات المواد المخزونة، بالإضافة إلى العبوات القديمة التي تعبأ فيها الحبوب وآلات الدرس والمطاحن ووسائل النقل المختلفة.
أعراض الإصابة
ولكن.. كيف نستطيع أن نعرف إذا ما كانت الحبوب المخزونة لدينا مصابة بأحد الأنواع المذكورة من "الآفات" أو غيرها؟
أ.فياض أجاب عن هذا التساؤل بقوله :"ظهور أنواع مختلفة من السوس والخنافس والفراشات فوق أكوام الحبوب، أو بداخلها، أو على سطح الركائب، وعلى أرضية وجدران المخازن والصوامع، أو وجود حبوب مثقوبة ومتآكلة من الداخل.. كل ذلك يدل على إصابة المحصول"، مستطرداً :"الشعور بحرارة واضحة في كثير من الحالات إذا مدت اليد داخل الكومة مع ظهور مادة دقيقة على اليد بعد سحبها.. هذا دليلٌ أكبر".
كما أن ظهور بقع سوداء أو سمراء على الحبة يدل على حداثة إصابتها "خصوصاً في حالة البقوليات"، وكذلك إذا ما تواجدت رائحة كريهة مميزة في الحبوب والتصاقها ببعضها البعض بسبب الخيوط الحريرية التي تفرزها بعض اليرقات، ووجود حشرات مختلطة بالحبوب".
ولفت فياض إلى أن بعض الحبوب قد تبدو سليمةً في ظاهرها بينما بمجرد جرشها، أو حتى بفركها باليد تنكسر بسهولة، ويظهر بداخلها أطوار غير كاملة لحشرات مختلفة، أو حشرات كاملة تكون على وشك الخروج.
أولاً بالتبخير!
الوقاية من حشرات الحبوب المخزونة وعلاجها يتمان بعدة طرق، منها "التبخير" (وهي عملية تستخدم فيها المادة اللازمة لمقاومة وإبادة الحشرات بأنواعها بصورة غازية في أماكن محكمة الإغلاق في المخازن، أو تحت خيام صنعت من نسيج خاص لا ينفذ منه الغاز).
وشرح فياض هذه الطريقة بقوله :"يشترط في الغاز المستعمل أن يتبخر بسرعة على درجة الحرارة العادية إذا كان سائلاً، دون أن تترك بقايا سامة على الحبوب، ودون أن يكون قابلاً للذوبان في الماء، وغير قابل للاشتعال أو الانفجار"، مبينا أنه لنجاح عملية التبخير يجب أن يتغلغل الغاز ليصل إلى الحشرات أينما وجدت في الحيز الذي خصص من أجل إجراء عملية التبخير، وأن يبقى لمدة كافية وبتركيز يكفي لقتل الحشرات.
يشترط في الغاز المستعمل في عملية "التبخير" أن يتبخر بسرعة على درجة الحرارة العادية إذا كان سائلاً، دون أن تترك بقايا سامة على الحبوب، ودون أن يكون قابلاً للذوبان في الماء، وغير قابل للاشتعال أو الانفجار
أما الطريقة الثانية للوقاية فتتمثل في "التبخير" تحت مشمعات (خيام) بواسطة غاز (برومور الميثيل)، وتمتاز هذه الطريقة بعدم التقيد بمكان معين لإجراء عملية التبخير، "وهذا يتيح إجراءها في المكان الذي تتواجد فيه الحبوب المصابة "حيث يمكن نقل الخيام بسهولة إلى أمكنة المستودعات على سبيل المثال".
ويفضل فياض استخدام غاز "برومور الميثيل" عن غيره من مواد التبخير الغازية "لأنه يتحول إلى الحالة الغازية في درجة الحرارة المنخفضة"، لافتاً إلى قدرته على التغلغل داخل الحبوب الموجودة ضمن أكياس، "وهو من أشد الغازات سمية للحشرات بجميع أطوارها حتى البيض، بينما لا يترك أي أثرٍ سام أو رائحة غير مرغوب فيها، وهو غير قابل للاشتعال".
بالخلط
أما الطريقة الثالثة فتكمن في "خلط الحبوب المعدة للتخزين بمواد كيماوية تمنع تكاثر الحشرات، وذات تأثير سمّي قليل سواء على الإنسان أو الحيوان".
وقال :"يمكن استعمال الحبوب بعد مضي عشرة أيام من خلطها بالمواد الكيماوية، حيث لا تترك أثراً في الحبوب بتاتاً"، مشيراً إلى أن هذه الطريقة متبعة لدى كثير من دول العالم، بالإضافة إلى عملية تطهير المخازن، "وتعد أشهر المواد استعمالاً مادة الملاثيون إما رشاً أو تعفيراً".
تحذيرات جدّية
وحذر فياض من مخاطر الخبز الذي أصابته السوسة بقوله :"يؤثر ذلك سلباً على خواص العجين الذي ينعكس بدوره على تدهور خواص وصفات المنتجات المخبوزة"، مردفاً :"كذلك الحال بالنسبة للدهون التي يحدث بها "تزنّخ" نتيجة تكوين بعض النواتج التي تؤدي إلى تدهور الخواص الحسية لمعظم المنتجات "ناهيك عن قدرة بعض المركبات الناتجة عن التزنّخ من إحداث التأثير السام بمجرد تناول الإنسان لها".
وقد يؤدي تناول الدقيق المصاب إلى الإصابة بأمراض خطيرة "على رأسها السرطان، بالإضافة إلى إحداث اختلال في وظائف الكبد والكلى، ونقص في نسبة الألبوميد والفيتامينات المضادة للأكسدة".
المصدر: فلسطين
اعتادت الحاجة أم سعيد –نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة- على تخزين كميات كبيرة من الدقيق في بيتها، بغية الاستفادة منه وقت شحّه في الأسواق، لكنها لم تتوقع أن "تخزينها لهذه الكميات لن تجني منه سوى الخسارة فقط..
فالإغلاق الموصد لباب المخزن لم يحمِ أكياس الدقيق من تسلل "سوسةٍ" صغيرة الحجم لونها أقرب إلى الأسود، والتي وجدت مرتعاً يروق لها حيث "الغذاء متوفّرٌ بكثرة"..
أم سعيد ظنّت أن الاكتفاء بـ "تنخيل" الدقيق يكفل لها التخلص من هذه الحشرة، إلا أنها وبعد استخدام الدقيق "المنخول" في صنع الخبز وجدت طعمه "مختلفاً" بل "مقززاً" كما عبّرت لـ "مراسلة فلسطين"، وانتهى الحال على قرارها بالتخلص من كل الكمية "كونها صارت معطوبة".
تصيب أكياس الحبوب المخزونة في البيوت أو المصانع مجموعةً من الحشرات أو "الآفات" إن صحّ التعبير، التي تختلف شكلاً وضرراً تبعاً لنوع المحصول الذي تصيبه.. الأمر الذي يتسبب بخسائر فادحة لأصحاب المصانع والمخازن المستهدفة..
فما هي أنواع هذه "الآفات"؟ وما مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه سواءً للمحصول، أو للإنسان الذي يأكل منه؟ وهل من طريقةٍ لعلاج المحصول المصاب؟ الإجابة تتبع..
سوستيّ المخزن والأرز
تعتبر آفات الحبوب المخزونة من أشد الآفات التي تشارك الإنسان غذاءه، والتي لها أثر كبير على اقتصاديات البلاد بما تحدثه من خسائر كبيرة على صعيد الحبوب والمواد الغذائية التخزينية.
وأوضح نضال فيّاض أستاذ الأحياء في الجامعة الإسلامية، أن "الخسائر السنوية التي يتكبدها العالم نتيجة إصابة الحبوب المخزونة "بالسوسة" تصل إلى ما يقارب "خمسة ملايين طن سنوياً".
الخسائر السنوية التي يتكبدها العالم نتيجة إصابة الحبوب المخزونة "بالسوسة" تصل إلى ما يقارب "خمسة ملايين طن سنوياً
ولآفة الحبوب المخزونة أنواعٌ عديدة لكل منها شكل وضرر خاص، أهمها سوستا المخزن والأرز كونهما تحدثان أضراراً للحبوب في المخازن والصوامع، بينما تجتاح الحبة يرقات عديمة الأرجل.. "وتصيب الحشرة الكاملة من سوسة المخزن ويرقاتها الحبوب داخل المخزن، أما سوسة الأرز فإنها تستطيع الطيران، وتصيب الحبوب في الحقل قبل الحصاد وفي المخازن".
فراشات مضرّة
أما النوع الثالث من "سوس الحبوب المخزونة" فهو الحشرة ثاقبة الحبوب الصغرى، "وهي الأكثر ضرراً، كونها مجهّزة بفكوك قوية تمكنها من ثقب الخشب والحبوب، وإتلافها".
عنها قال فياض :"يفقس بيضها بعد أيامٍ قليلة، ويتحول إلى يرقات بيضاء تزحف بنشاط بين الحبوب، وتتغذى على الدقيق والفضلات الناتجة"، موضحاً أن ضرر الحشرة يزداد كلما ارتفعت درجة الحرارة.
أما فراشة الحبوب والتي تعرف باسم "الأنجوموا"، فتصيب القمح والشعير والذرة والأرز، ويكثر وجودها على الحبوب المصابة وهي سريعة الطيران والانتقال، حيث تضع بيضها بين صفوف الذرة أو في شقوق حبوب القمح أو الشعير"، وتثقب اليرقة بعد الفقس الحبة وتتغذى بداخلها على المواد النشوية، وتأكل الغلاف البذري تاركة غطاء رقيقاً لخروج الحشرة الكاملة.
ضرر "فراشة الحبوب" لخّصه فياض بقوله :"اليرقات تتغذى على المواد النشوية في الحبوب، وبذلك تكون سبباً في خسائر جسيمة للحبوب في المخزن"، متمماً: "فيقل وزنها وتقل قوة الإنبات، وتنحط قيمة الدقيق لكثرة وجود البراز والأجزاء الحشرية الأخرى".
أما النوع الخامس فهو ما يطلق عليه اسم "فراشة دقيق البحر الأبيض المتوسط، والتي تتغذى يرقاتها على الدقيق ومنتجاته، والفواكه المجففة والمسكرة والحبوب المجروشة، وتنسج خلالها أنفاقاً متماسكة الأجزاء وتكثر في المطاحن".
وتكمن أضرارها في إصابة يرقاتها للحبوب الصلبة الكاملة غير المكسورة ولا المجروشة، وتكون نسبة الإصابة في أول الموسم بسيطة، ولكنها تأخذ في الازدياد السريع أثناء النضج والحصاد وتستمر بدرجة أشد في المخزن.
وللخنافس نصيب!
ومن آفات الحبوب المخزونة، تعتبر خنافس الحبوب والدقيق هي الأخطر "فإذا كثر وجودها صار ضررها شديداً خصوصاً في المطاحن".. عنها شرح فياض قائلاً :"تمضي الحشرة بياتها الشتوي على حالة يرقة أو حشرة كاملة، وتضع أنثاها بيضها على المواد الغذائية"، مبيناً أن تلك اليرقات تحفر في أخشاب المخازن وتختبئ فيها حتى يتعذر إخراجها عند التنظيف.
وقال :"لولا أن هذه الحشرة ذات عمر طويل، ولولا أن الخنافس والديدان تفترس بعض الحشرات وتفتك بها لكانت هذه الخنافس من أشد حشرات الحبوب المخزونة ضرراً".
خنفساء الحبوب المنشارية هي النوع السابع الذي يصيب "حبوب الخزين"، حيث تضع الأنثى –حسب فياض- بيضها على مواد الطعام، أو في شقوق حبوب القمح والشعير فتنسج اليرقة شرنقة تلتصق بجسم الحبوب المكسورة بإفراز صمغي، ثم تتحول داخل الشرنقة إلى عذراء"، "بينما تتسبب خنفساء الدقيق بنوعيها –الصدئية والمتشابهة- برائحة كريهة للمحصول الذي تنقض عليه"، معتبراً هذه الحشرات الأكثر استهدافاً لمواد الطعام المصنوعة من الدقيق كالخبز.
خنفساء الحبوب المنشارية هي النوع السابع الذي يصيب "حبوب الخزين"، حيث تضع الأنثى بيضها على مواد الطعام، أو في شقوق حبوب القمح والشعير فتنسج اليرقة شرنقة تلتصق بجسم الحبوب المكسورة بإفراز صمغي، ثم تتحول داخل الشرنقة إلى عذراء
بدورها، تستطيع خنفساء الخابرة -التي تنتشر في جميع أنحاء العالم- أن تعيش في المخازن والمستودعات الفارغة لمدة أربع سنوات بدون غذاء، "فهي حشرة مقاومة لظروف المعيشة القاسية"، وتعيش على جميع المنتجات الحيوانية خصوصاً "الصوف"، وجميع أطوارها مقاومة للحرارة والجفاف، بينما تتكاثر بين بذور القطن والخروع.
في آخر الموسم!
أما خنافس الحبوب البقولية، فتصيب الحبوب في الحقل قبل الحصاد، إذ تضع الأنثى بيضها على أزهار النباتات البقولية، أو على ثمارها قبل النضج.
وقال: "في المخزن تبقى الحشرات الكاملة لبعض الأنواع دون تكاثر حتى تعيد إصابة المحصول الجديد في الحقل عند تزهيره، منها خنفساء الفول الكبيرة وخنفساء العدس"، مكملاً :"هذا النوع من الحشرات خطير، إذ قد يخزن المحصول دون إصابة ظاهرة، وبعد مدة تظهر الإصابة، وتظهر الحبوب البقولية في أواخر الموسم، وقد اختلط بها عدد كبير من الحشرات الكاملة، بالإضافة إلى قشر البيض الملتصق بها".
وتعتبر البيئة الأنسب لنمو هذه الآفات وانتقال العدوى –حال لم يهتم أصحابها بتنظيفها- هي شقوق المخازن، وفضلات المواد المخزونة، بالإضافة إلى العبوات القديمة التي تعبأ فيها الحبوب وآلات الدرس والمطاحن ووسائل النقل المختلفة.
أعراض الإصابة
ولكن.. كيف نستطيع أن نعرف إذا ما كانت الحبوب المخزونة لدينا مصابة بأحد الأنواع المذكورة من "الآفات" أو غيرها؟
أ.فياض أجاب عن هذا التساؤل بقوله :"ظهور أنواع مختلفة من السوس والخنافس والفراشات فوق أكوام الحبوب، أو بداخلها، أو على سطح الركائب، وعلى أرضية وجدران المخازن والصوامع، أو وجود حبوب مثقوبة ومتآكلة من الداخل.. كل ذلك يدل على إصابة المحصول"، مستطرداً :"الشعور بحرارة واضحة في كثير من الحالات إذا مدت اليد داخل الكومة مع ظهور مادة دقيقة على اليد بعد سحبها.. هذا دليلٌ أكبر".
كما أن ظهور بقع سوداء أو سمراء على الحبة يدل على حداثة إصابتها "خصوصاً في حالة البقوليات"، وكذلك إذا ما تواجدت رائحة كريهة مميزة في الحبوب والتصاقها ببعضها البعض بسبب الخيوط الحريرية التي تفرزها بعض اليرقات، ووجود حشرات مختلطة بالحبوب".
ولفت فياض إلى أن بعض الحبوب قد تبدو سليمةً في ظاهرها بينما بمجرد جرشها، أو حتى بفركها باليد تنكسر بسهولة، ويظهر بداخلها أطوار غير كاملة لحشرات مختلفة، أو حشرات كاملة تكون على وشك الخروج.
أولاً بالتبخير!
الوقاية من حشرات الحبوب المخزونة وعلاجها يتمان بعدة طرق، منها "التبخير" (وهي عملية تستخدم فيها المادة اللازمة لمقاومة وإبادة الحشرات بأنواعها بصورة غازية في أماكن محكمة الإغلاق في المخازن، أو تحت خيام صنعت من نسيج خاص لا ينفذ منه الغاز).
وشرح فياض هذه الطريقة بقوله :"يشترط في الغاز المستعمل أن يتبخر بسرعة على درجة الحرارة العادية إذا كان سائلاً، دون أن تترك بقايا سامة على الحبوب، ودون أن يكون قابلاً للذوبان في الماء، وغير قابل للاشتعال أو الانفجار"، مبينا أنه لنجاح عملية التبخير يجب أن يتغلغل الغاز ليصل إلى الحشرات أينما وجدت في الحيز الذي خصص من أجل إجراء عملية التبخير، وأن يبقى لمدة كافية وبتركيز يكفي لقتل الحشرات.
يشترط في الغاز المستعمل في عملية "التبخير" أن يتبخر بسرعة على درجة الحرارة العادية إذا كان سائلاً، دون أن تترك بقايا سامة على الحبوب، ودون أن يكون قابلاً للذوبان في الماء، وغير قابل للاشتعال أو الانفجار
أما الطريقة الثانية للوقاية فتتمثل في "التبخير" تحت مشمعات (خيام) بواسطة غاز (برومور الميثيل)، وتمتاز هذه الطريقة بعدم التقيد بمكان معين لإجراء عملية التبخير، "وهذا يتيح إجراءها في المكان الذي تتواجد فيه الحبوب المصابة "حيث يمكن نقل الخيام بسهولة إلى أمكنة المستودعات على سبيل المثال".
ويفضل فياض استخدام غاز "برومور الميثيل" عن غيره من مواد التبخير الغازية "لأنه يتحول إلى الحالة الغازية في درجة الحرارة المنخفضة"، لافتاً إلى قدرته على التغلغل داخل الحبوب الموجودة ضمن أكياس، "وهو من أشد الغازات سمية للحشرات بجميع أطوارها حتى البيض، بينما لا يترك أي أثرٍ سام أو رائحة غير مرغوب فيها، وهو غير قابل للاشتعال".
بالخلط
أما الطريقة الثالثة فتكمن في "خلط الحبوب المعدة للتخزين بمواد كيماوية تمنع تكاثر الحشرات، وذات تأثير سمّي قليل سواء على الإنسان أو الحيوان".
وقال :"يمكن استعمال الحبوب بعد مضي عشرة أيام من خلطها بالمواد الكيماوية، حيث لا تترك أثراً في الحبوب بتاتاً"، مشيراً إلى أن هذه الطريقة متبعة لدى كثير من دول العالم، بالإضافة إلى عملية تطهير المخازن، "وتعد أشهر المواد استعمالاً مادة الملاثيون إما رشاً أو تعفيراً".
تحذيرات جدّية
وحذر فياض من مخاطر الخبز الذي أصابته السوسة بقوله :"يؤثر ذلك سلباً على خواص العجين الذي ينعكس بدوره على تدهور خواص وصفات المنتجات المخبوزة"، مردفاً :"كذلك الحال بالنسبة للدهون التي يحدث بها "تزنّخ" نتيجة تكوين بعض النواتج التي تؤدي إلى تدهور الخواص الحسية لمعظم المنتجات "ناهيك عن قدرة بعض المركبات الناتجة عن التزنّخ من إحداث التأثير السام بمجرد تناول الإنسان لها".
وقد يؤدي تناول الدقيق المصاب إلى الإصابة بأمراض خطيرة "على رأسها السرطان، بالإضافة إلى إحداث اختلال في وظائف الكبد والكلى، ونقص في نسبة الألبوميد والفيتامينات المضادة للأكسدة".
المصدر: فلسطين
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار