غزة-مريم الشوبكي
تشهد أسواق قطاع غزة ركوداً كبيراً نسبياً في حركة إقبال المواطنين على شراء الفاكهة، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية الاستثنائية التي يعيشها سكان القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أربعة أعوام متواصلة.
واشتكى عدد من بائعي الفواكه في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" تردي الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها وإقبال الزبائن المحدود على شراء بضاعتهم وبيعها بأرخص الأثمان نتيجة عدم استطاعتهم تصديرها للخارج.
أكثر جودة وأقل ثمناً
الحاج فايز البيطار بائع فاكهة في سوق الزاوية بمدينة غزة، كل يوم يشتري الفواكه من التجار لبيعها من أجل كسب لقمة العيش، وكله أمل أن تزداد حركة الشراء ليجني بعض المال ليعيل أسرته في ظل وضع اقتصادي صعب.
ويقول البيطار(57عاما) لـ"فلسطين":" الفاكهة التي أبيعها مصادرها متعددة، منها فاكهة محلية وأخرى يتم إدخالها عبر المعابر الإسرائيلية، وفاكهة مصرية تهرب عبر الأنفاق، لذلك تتفاوت أسعارها ولكن في الغالب أسعارها مرتفعة لا تناسب جميع طبقات المجتمع".
ويتابع:" الفواكه المحلية هي الأرخص ثمناً نظراً لعدم تصديرها إلى الخارج، الأمر الذي يفرض على التجار بيعها بأرخص الأثمان خوفاً من تلفها وتكبدهم خسائر كبيرة ، لذلك يفضلون بيعها بثمن ضئيل على الخسارة الكاملة على الرغم من جودتها العالية باعتبار الحمضيات الفلسطينية مثلاً أجود أنواع الحمضيات في العالم".
ويضيف البيطار بنبرة السخرية على ما آل إليه الوضع الاقتصادي من تردي:" قبل الحصار كنا نبيع الموز أربعة كيلو منه بعشرة شواقل، أما الآن يباع كيلو الموز الواحد بأربعة شواقل أي أن السعر زاد بنسبة 50%، ونسبة البيع الآن أصبحت تمثل 10% وقل الإقبال على شراء الفاكهة ولا يقبل عليها إلا المواطن المضطر إلى شرائها فقط للهدية مثلاً".
ويكمل البيطار بعد أن سألته سيدة عن سعر الفاكهة ولم تشترِ:" الناس تأتي إلى السوق تسأل عن سعر الفاكهة وتنظر إليها ولا تشتري"، متذمراً من الوضع المادي الذي وصل إليه المواطنون الغزيون، و"هذا يشكل خسارة لنا".
باتت من الكماليات
فيما ينشغل البائع عبد القادر أبو شعبان من مدينة غزة في الإفطار، وقد بدت عليه ملامح التعب والإرهاق، تحدث:" هذه الأيام الإقبال ضعيف جدا على شراء الفاكهة في غزة، وأصبحت الفاكهة من الكماليات بالنسبة للمواطنين، جراء غلاء المعيشة وفقد الكثير منهم لأعمالهم وتدهور وضعهم الاقتصادي".
ويتابع:" البضاعة التي أبيعها مستوردة من (إسرائيل) ومهربة عبر الأنفاق من مصر، والبضاعة المحلية تكاد تكون منعدمة بسبب عمليات التجريف الإسرائيلية التي طالت الأراضي والتدهور الخطير للقطاع الزراعي الذي حد من مساحة الأراضي المزروعة بالفاكهة".
ويضيف أبو شعبان:" هذا التفاح الذي أبيعه يعتبر من أجود الأنواع وأغلاها ثمناً، فقد كان في الماضي يلاقي رواجاً كبيراً، أما الآن الإقبال متزايد على ما يسمى "بالشروة" الفاكهة المضروبة، ويقبل عليه الناس لانخفاض سعره".
فاكهة "الشروة"
ومن جهته، يرى المواطن محمد عبد العال أن الارتفاع الكبير لأسعار الفواكه أثر عليه كثيرا، لأنه كان يشتريها لأفراد أسرته مرتين أسبوعياً، ولكن بعد تدهور وضعه الاقتصادي أصبح يشتريها بـ"الشروة" مع أنها لا تصلح للأكل، متهكماً على وضعه "ريحة البر ولا عدمه".
ويتابع: "حتى الفواكه المصرية التي تباع حاليا ليست بنفس جودة الفاكهة المحلية، وعلى الرغم من أنها مرتفعة الثمن، وتشهد إقبالاً من قبل المواطنين عليها، لأنه ليس لديهم خيارات أخرى فهم مضطرون لشرائها لعدم وجود بدائل أخرى".
فيما اعتبر المواطن جمعة المصري أن ارتفاع ثمن الفاكهة لا يشكل لديه عائقاً؛ لأن دخله ثابت حيث يعمل موظفاً حكومياً، ويقول:" الوضع الاقتصادي الصعب ألم بكل نواحي الحياة في القطاع، وأثر على الحياة الاجتماعية بشكل كبير، حيث كان الواحد منا عندما يزور أقرباءه تكون هديته كيساً من الفاكهة أما الآن مع غلاء الأسعار بدأت تتلاشى تلك المنظومة الاجتماعية".
ويضيف المصري: "على الرغم من أن دخلي ثابت إلا أن الوضع الاقتصادي أثّر ولكن ليس كثيراً، فأصبحت أقنن من كمية الفاكهة التي أشتريها لكني أحرص على أن تتوافر في منزلي دائما، خاصة التفاح الأخضر لإدراكي لقيمته الغذائية العالية".
ويبقى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة السبب الرئيس في تدهور الأوضاع الاقتصادية للسكان الغزيين بشكل عام، والسيف المسلط على رقابهم في كافة مناحي حياتهم.
المصدر: فلسطين أون لاين
تشهد أسواق قطاع غزة ركوداً كبيراً نسبياً في حركة إقبال المواطنين على شراء الفاكهة، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية الاستثنائية التي يعيشها سكان القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أربعة أعوام متواصلة.
واشتكى عدد من بائعي الفواكه في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" تردي الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها وإقبال الزبائن المحدود على شراء بضاعتهم وبيعها بأرخص الأثمان نتيجة عدم استطاعتهم تصديرها للخارج.
أكثر جودة وأقل ثمناً
الحاج فايز البيطار بائع فاكهة في سوق الزاوية بمدينة غزة، كل يوم يشتري الفواكه من التجار لبيعها من أجل كسب لقمة العيش، وكله أمل أن تزداد حركة الشراء ليجني بعض المال ليعيل أسرته في ظل وضع اقتصادي صعب.
ويقول البيطار(57عاما) لـ"فلسطين":" الفاكهة التي أبيعها مصادرها متعددة، منها فاكهة محلية وأخرى يتم إدخالها عبر المعابر الإسرائيلية، وفاكهة مصرية تهرب عبر الأنفاق، لذلك تتفاوت أسعارها ولكن في الغالب أسعارها مرتفعة لا تناسب جميع طبقات المجتمع".
ويتابع:" الفواكه المحلية هي الأرخص ثمناً نظراً لعدم تصديرها إلى الخارج، الأمر الذي يفرض على التجار بيعها بأرخص الأثمان خوفاً من تلفها وتكبدهم خسائر كبيرة ، لذلك يفضلون بيعها بثمن ضئيل على الخسارة الكاملة على الرغم من جودتها العالية باعتبار الحمضيات الفلسطينية مثلاً أجود أنواع الحمضيات في العالم".
ويضيف البيطار بنبرة السخرية على ما آل إليه الوضع الاقتصادي من تردي:" قبل الحصار كنا نبيع الموز أربعة كيلو منه بعشرة شواقل، أما الآن يباع كيلو الموز الواحد بأربعة شواقل أي أن السعر زاد بنسبة 50%، ونسبة البيع الآن أصبحت تمثل 10% وقل الإقبال على شراء الفاكهة ولا يقبل عليها إلا المواطن المضطر إلى شرائها فقط للهدية مثلاً".
ويكمل البيطار بعد أن سألته سيدة عن سعر الفاكهة ولم تشترِ:" الناس تأتي إلى السوق تسأل عن سعر الفاكهة وتنظر إليها ولا تشتري"، متذمراً من الوضع المادي الذي وصل إليه المواطنون الغزيون، و"هذا يشكل خسارة لنا".
باتت من الكماليات
فيما ينشغل البائع عبد القادر أبو شعبان من مدينة غزة في الإفطار، وقد بدت عليه ملامح التعب والإرهاق، تحدث:" هذه الأيام الإقبال ضعيف جدا على شراء الفاكهة في غزة، وأصبحت الفاكهة من الكماليات بالنسبة للمواطنين، جراء غلاء المعيشة وفقد الكثير منهم لأعمالهم وتدهور وضعهم الاقتصادي".
ويتابع:" البضاعة التي أبيعها مستوردة من (إسرائيل) ومهربة عبر الأنفاق من مصر، والبضاعة المحلية تكاد تكون منعدمة بسبب عمليات التجريف الإسرائيلية التي طالت الأراضي والتدهور الخطير للقطاع الزراعي الذي حد من مساحة الأراضي المزروعة بالفاكهة".
ويضيف أبو شعبان:" هذا التفاح الذي أبيعه يعتبر من أجود الأنواع وأغلاها ثمناً، فقد كان في الماضي يلاقي رواجاً كبيراً، أما الآن الإقبال متزايد على ما يسمى "بالشروة" الفاكهة المضروبة، ويقبل عليه الناس لانخفاض سعره".
فاكهة "الشروة"
ومن جهته، يرى المواطن محمد عبد العال أن الارتفاع الكبير لأسعار الفواكه أثر عليه كثيرا، لأنه كان يشتريها لأفراد أسرته مرتين أسبوعياً، ولكن بعد تدهور وضعه الاقتصادي أصبح يشتريها بـ"الشروة" مع أنها لا تصلح للأكل، متهكماً على وضعه "ريحة البر ولا عدمه".
ويتابع: "حتى الفواكه المصرية التي تباع حاليا ليست بنفس جودة الفاكهة المحلية، وعلى الرغم من أنها مرتفعة الثمن، وتشهد إقبالاً من قبل المواطنين عليها، لأنه ليس لديهم خيارات أخرى فهم مضطرون لشرائها لعدم وجود بدائل أخرى".
فيما اعتبر المواطن جمعة المصري أن ارتفاع ثمن الفاكهة لا يشكل لديه عائقاً؛ لأن دخله ثابت حيث يعمل موظفاً حكومياً، ويقول:" الوضع الاقتصادي الصعب ألم بكل نواحي الحياة في القطاع، وأثر على الحياة الاجتماعية بشكل كبير، حيث كان الواحد منا عندما يزور أقرباءه تكون هديته كيساً من الفاكهة أما الآن مع غلاء الأسعار بدأت تتلاشى تلك المنظومة الاجتماعية".
ويضيف المصري: "على الرغم من أن دخلي ثابت إلا أن الوضع الاقتصادي أثّر ولكن ليس كثيراً، فأصبحت أقنن من كمية الفاكهة التي أشتريها لكني أحرص على أن تتوافر في منزلي دائما، خاصة التفاح الأخضر لإدراكي لقيمته الغذائية العالية".
ويبقى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة السبب الرئيس في تدهور الأوضاع الاقتصادية للسكان الغزيين بشكل عام، والسيف المسلط على رقابهم في كافة مناحي حياتهم.
المصدر: فلسطين أون لاين
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار