غزة-تسنيم الزيان
لم تجد المواطنة أم محمد الحبر وسيلةً لإفطار أطفالها قبل ذهابهم إلى مقاعد الدراسة سوى إشعال بعض حزم الحطب اعتادت على تجهيزها ليلاً بالقرب من موقد النار, بعد نفاد غاز الطهي من بيتها, بانتظار فرج غير معلوم الأجل.
ولا تبرح الأم مكانها لحظة الجمر خشية على أبنائها الذين يلتفون من حولها أن يصيبهم مكروه, خاصة مع ارتفاع نسب الحرائق في القطاع نتيجة لسياسة الإهمال واللامبالاة من قبل كثير من المواطنين.
ومنذ سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة واعتباره كياناً معادياً, شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حصارها المفروض على القطاع وقلَّصت من كميات الوقود المدخلة إليه بما فيه الغاز المنزلي مما دفع بكثير من الغزيين إلى سلوك وسائل بديلة ظلَّت حتى وقت قريب طي الكتمان لقرون خلت.
تقول الأم الأربعينية من سكان بلدة بيت لاهيا لـ"فلسطين": "هذا حالنا.. نعيش على إشعال الحطب وبابور الكاز، ومنذ بداية الحصار على هذا الحال، فوجود الغاز أو انقطاعه أصبح لا يمثل لنا شيئاً كثيراً", مشيرةً إلى أن اسطوانة الغاز لا تزال تراوح مكانها في إحدى محطات البترول منذ فترة.
حياة تعيسة
وتضيف: "أتذكر منذ ما يقارب الشهر, أرسلت ولدي محمد لتعبئة اسطوانة الغاز، ولكننا لم نحظى إلا بنصف جرة لذا استعيض بالحطب " حياتي لا توصف سوى بأنها تعيسة؛ ليس بسبب انقطاع الغاز فقط؛ وإنما لأسباب أخرى تجعلنا وكأننا نعيش في العصر الحجري".
وأوضحت أنها شديدة الحرص على أولادها عند إشعال النار, قائلة: "غيري من النساء اللواتي يملكن الغاز يمكن لهن أن يضعن الوعاء على النار ويذهبن لانجاز أعمالهن؛ أما أنا لا أستطيع سوى الجلوس بجوار الحطب المشعل خوفاً على أطفالي".
وعلى بعد أمتار من منزل أم محمد, توجهت "فلسطين" لأحد البيوت ودليلها في ذلك دخان أبيض ينطلق من داخله, سألت ربة البيت عن معيشتها بدون الغاز المنزلي فأجابت مبتسمة: " أستعمله في المواسم، وأطهو على بابور الكاز"، مشيرةً إلى أن أزمة انقطاع التيار الكهرباء تزيد الوضع سوءاً .
أما الحاج أبو سعيد طنبورة والذي لا يكلِّف نفسه أصلاً الذهاب إلى محطات الوقود وإمكانية العودة إلى زوجته باسطوانة مليئة تعينها على نوائب الدهر, فيقول: "أشعر بعدم فائدتها في المنزل، فهي فارغة ومركونة, وإن عزمت على تعبئتها فلا أحصل على أكثر من النصف".
وذهب إلى القول: "لا يكفي ما نعانيه من حصار خانق ونقص كافة الموارد، واستخدامنا للحطب والبابور فأنا أخشى على أطفالي من إصابتهم بأمراض بسبب الدخان الكثيف المتصاعد".
"هم بيضحك وهم ببكي".. كلمات انطلقت فجأة من جاره أبو ياسر صبيح, سألناه عن مغزى كلامه فأجاب: "عندما نشعل النار أجلس أنا وزوجتي وأولادي حولها ونتسامر، فهي محور التجمع لأفراد عائلتي لنتحدث عن أحوال الدنيا"، موضحاً أن نفاد الغاز بنفس الوقت هم كبير لكافة عائلات الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "أنا لا أملك ثمن اسطوانة الغاز في أوقاتها الطبيعية, فكيف في حال انقطاعه وغلاء أسعاره؟!"
عجز كبير
ويؤكد مدير محطة الخزندار للوقود والغاز مأمون الخزندار أن إجمالي كميات الغاز الطبيعي الموردة إلى قطاع غزة منذ بداية الشهر الجاري يجب أن تصل إلى 2200 طن, بينما لم تسمح سلطات الاحتلال سوى بضخ 84 طناً فقط.
وأشار الخزندار إلى أن استهلاك السكان الغزيين من الغاز المنزلي يصل إلى 250طناً يومياً وبالتالي هناك عجز كبير, لافتاً الانتباه إلى أن وزارة التموين أصدرت أوامرها بمنع تعبئة اسطوانات الغاز إلى النصف وإنما بشكل كامل ليستفيد منها المواطنون بالقدر الكافي.
ويحتاج قطاع غزة إلى 100 طن من الغاز يومياً، وستة 6 آلاف طن لتغطية العجز الحاصل منذ ثلاث سنوات.
المصدر: فلسطين
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار