بسبب الحرب الأخيرة والحصار
موسم الحمضيات.. أراض بلا محصول
موسم الحمضيات في غزة
غزة - ديانا طبيل
يشتهر قطاع غزة بزراعة الحمضيات على اختلاف أنواعها بسبب الطبيعة المتدرجة التي تمتع بها الأراضي الزراعية ، إلا أن هذه الشهرة أخذت تضمحل بسبب سياسة "إسرائيل" الممنهجة في تجريف الأراضي الزراعية في القطاع.
وتشن الآليات الإسرائيلية بين الفينة والأخرى هجماتها التدميرية على الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي ، هذه الهجمات اقتلعت أشجار الحمضيات من جذورها وزرعت مكانها الدمار والخوف.
في موسم الحمضيات الحالي لم يستطع المزارعون قطف الثمار من مزارعهم المحاذية للحدود بسبب وجود الدبابات "الإسرائيلية" على مسافات قريبة جدا.
تحركات مفاجئة
المزارع ناهض عاشور " 50 عاما" أحد المزارعين الذين سلمت أراضيهم من التجريفات الإسرائيلية أبان الحرب الإسرائيلية على غزة ، ورغم ذلك فإنه لا يتوقع عائدا ماديا لمحصول هذا العام.
ويفسر ذلك بقوله: "رغم قرب انتهاء موسم الشتاء إلا أننا لازلنا غير قادرين على قطف ثمار مزارعنا بالشكل المطلوب ، خاصة للمناطق الداخلية الموجودة على مقربة كيلو واحد من الحدود ، حيث لا تغادر الدبابات الإسرائيلية الأماكن التي تعتليها .
ويضيف: ما أن نهم بقطف الثمار حتى يوجه الجنود فوهة رشاشتهم ودباباتهم نحو العمال الذين يعملون بالقطيف بالأجرة اليومية ، حتى بات البحث عن عمال يخوضون مغامرة القطف شبيها بالبحث عن "إبرة في كومة قش" ، أما في حين وجد العمال الذين على استعداد لخوض مغامرة القطف فإننا نضطر في كثير من الأحيان إلى مغادرة المزرعة قبل إنهاء يوم العمل بسبب تحركات مفاجئة لآليات الاحتلال مما يكبدنا مصاريف قطف عالية تنعكس تلقائيا على أسعار الحمضيات بالسوق .
بينما يقول المواطن شادي الدحدوح " 25 عاما" والذي يعمل إلى جانب والده في قطف ثمار البرتقال والليمون من أرضهم القريبة من السياج الحدودي في منطقة شرق غزة : أن هذا الموسم قليل الثمار وكثير الخوف والهلع فالتجريفات الإسرائيلية والقنابل الفسفورية كانت كفيلة بجعل الاراضى غير صالحة للزراعة إضافة إلى انخفاض حجم وعدد الثمار التي حملها الأشجار مقارنة بالأعوام المقبلة .
ويضيف: إضافة إلى الوضع السىء هذا العام نعاني قلقا وخوفا متواصلين من اى تحرك مفاجئ لقوات الاحتلال قد يودي بحياتنا أو حياة العمال الذين نستأجرهم فالغالبية العظمى من الاراضي الزراعية المثقلة بالثمار موجودة على بعد 300 متر وهى المسافة التي أعلنت إسرائيل في العام الماضي ان من يتخطاها يتعرض لخطر الموت.
ويتابع: الأوضاع المـأساوية التي نعيشها بسبب الحصار والتجريفات تجعلنا نجازف كثيرا بحياتنا من اجل لقمة العيش خاصة وأن أوضاعنا تزداد مأساوية منذ سنوات.
من جانبه، يقول المزارع يوسف الناطور" 41 عاماً " إن ثمار الحمضيات غير وفيرة سواء هذا العام أو منذ نحو 8 أعوام مضت، قياساً بالمواسم التي سبقت أعمال التجريف، ويضيف إن أغلب البيارات المجاورة للسياج تم تجريفها، ولم يتبق سوى بعض الدونمات التي تبعد نحو كيلومتر عن السياج والتي لا يمكن الوصول إليها بأى شكل من الأشكال.
ويرى الناطور أن السبب الرئيس لتدنى موسم الحمضيات هذا العام والأعوام الماضية هو عدم مقدرتنا على الاهتمام الاراضى بالشكل الطبيعي فما أن نصل إليها يعمد الجنود إلى إخافتنا ومنعنا من الاهتمام فيها ، معتقداً أن تواصل الحال على هذا المنوال قد يوصل المزارع إلى ارض بلا محصول لذا نحن بحاجة إلى تغيير جذري في ظروف عملنا الزراعي .
يشار إلى أن آلاف المزارعين في قطاع غزة لاسيّما الذين يملكون أراضي زراعية في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي شرق وشمال القطاع يتكبّدون سنويا خسائر مادية ضخمة جراء تجريف قوات الاحتلال لأراضيهم بلغت عشرات ملايين الدولارات، وأصبح معظمهم عاطلين عن العمل، ناهيك عن استشهاد وجرح عشرات المزارعين بنيران قوات الاحتلال بحسب المصادر الرسمية .
كفاح موسمي
وبحسب تقرير معلوماتي صدر عن مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فأن وجود منطقة عازلة بعرض 350 متراً على طول قطاع غزة يمثل خسارة 13.8 كيلو متراً مربعاً من المساحة الإجمالية لقطاع غزة البالغة 362 كيلو متراً ما يهدد السلة الغذائية للمستهلك الفلسطيني ويزيد من معاناة المواطنين المدنيين في قطاع غزة المتفاقمة بفعل الحصار والإغلاق الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وأشار التقرير إلى أن أراضي القطاع الشرقية تعتبر الأكثر خصوبة على المستوى البيئي ومستوى الموارد الزراعية حيث تشكل تلك الأراضي سلة غذائية زراعية للمستهلك الفلسطيني مما يعنى أن استمرار قوات الاحتلال في إتباع سياسة خلق وإنشاء مناطق عازلة في قطاع غزة يعتبر استكمالاً لإجراءاتها التعسفية التي بدأتها مطلع الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000 حيث تم إنشاء منطقة عازلة بعرض 150 متراً داخل قطاع غزة.
وفي ظل هذا الاستهداف الممنهج للمزارعين الغزيين وتعمّد الاحتلال منعهم من حقهم في الوصول إلى أراضيهم يواصل عشرات المزارعين في بلدة بيت حانون ،وبيت لاهيا ،وشرق الزيتون ،والبريج ، كفاحهم الموسمي في قطف محاصيلهم وكلهم أمل أن يغير الله واقعهم المعيشي ليتمكنوا كغيرهم من القطاعات الفلسطينية التي أنهكها الحصار وإيجاد بدائل مناسبة.
موسم الحمضيات.. أراض بلا محصول
موسم الحمضيات في غزة
غزة - ديانا طبيل
يشتهر قطاع غزة بزراعة الحمضيات على اختلاف أنواعها بسبب الطبيعة المتدرجة التي تمتع بها الأراضي الزراعية ، إلا أن هذه الشهرة أخذت تضمحل بسبب سياسة "إسرائيل" الممنهجة في تجريف الأراضي الزراعية في القطاع.
وتشن الآليات الإسرائيلية بين الفينة والأخرى هجماتها التدميرية على الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي ، هذه الهجمات اقتلعت أشجار الحمضيات من جذورها وزرعت مكانها الدمار والخوف.
في موسم الحمضيات الحالي لم يستطع المزارعون قطف الثمار من مزارعهم المحاذية للحدود بسبب وجود الدبابات "الإسرائيلية" على مسافات قريبة جدا.
تحركات مفاجئة
المزارع ناهض عاشور " 50 عاما" أحد المزارعين الذين سلمت أراضيهم من التجريفات الإسرائيلية أبان الحرب الإسرائيلية على غزة ، ورغم ذلك فإنه لا يتوقع عائدا ماديا لمحصول هذا العام.
ويفسر ذلك بقوله: "رغم قرب انتهاء موسم الشتاء إلا أننا لازلنا غير قادرين على قطف ثمار مزارعنا بالشكل المطلوب ، خاصة للمناطق الداخلية الموجودة على مقربة كيلو واحد من الحدود ، حيث لا تغادر الدبابات الإسرائيلية الأماكن التي تعتليها .
ويضيف: ما أن نهم بقطف الثمار حتى يوجه الجنود فوهة رشاشتهم ودباباتهم نحو العمال الذين يعملون بالقطيف بالأجرة اليومية ، حتى بات البحث عن عمال يخوضون مغامرة القطف شبيها بالبحث عن "إبرة في كومة قش" ، أما في حين وجد العمال الذين على استعداد لخوض مغامرة القطف فإننا نضطر في كثير من الأحيان إلى مغادرة المزرعة قبل إنهاء يوم العمل بسبب تحركات مفاجئة لآليات الاحتلال مما يكبدنا مصاريف قطف عالية تنعكس تلقائيا على أسعار الحمضيات بالسوق .
بينما يقول المواطن شادي الدحدوح " 25 عاما" والذي يعمل إلى جانب والده في قطف ثمار البرتقال والليمون من أرضهم القريبة من السياج الحدودي في منطقة شرق غزة : أن هذا الموسم قليل الثمار وكثير الخوف والهلع فالتجريفات الإسرائيلية والقنابل الفسفورية كانت كفيلة بجعل الاراضى غير صالحة للزراعة إضافة إلى انخفاض حجم وعدد الثمار التي حملها الأشجار مقارنة بالأعوام المقبلة .
ويضيف: إضافة إلى الوضع السىء هذا العام نعاني قلقا وخوفا متواصلين من اى تحرك مفاجئ لقوات الاحتلال قد يودي بحياتنا أو حياة العمال الذين نستأجرهم فالغالبية العظمى من الاراضي الزراعية المثقلة بالثمار موجودة على بعد 300 متر وهى المسافة التي أعلنت إسرائيل في العام الماضي ان من يتخطاها يتعرض لخطر الموت.
ويتابع: الأوضاع المـأساوية التي نعيشها بسبب الحصار والتجريفات تجعلنا نجازف كثيرا بحياتنا من اجل لقمة العيش خاصة وأن أوضاعنا تزداد مأساوية منذ سنوات.
من جانبه، يقول المزارع يوسف الناطور" 41 عاماً " إن ثمار الحمضيات غير وفيرة سواء هذا العام أو منذ نحو 8 أعوام مضت، قياساً بالمواسم التي سبقت أعمال التجريف، ويضيف إن أغلب البيارات المجاورة للسياج تم تجريفها، ولم يتبق سوى بعض الدونمات التي تبعد نحو كيلومتر عن السياج والتي لا يمكن الوصول إليها بأى شكل من الأشكال.
ويرى الناطور أن السبب الرئيس لتدنى موسم الحمضيات هذا العام والأعوام الماضية هو عدم مقدرتنا على الاهتمام الاراضى بالشكل الطبيعي فما أن نصل إليها يعمد الجنود إلى إخافتنا ومنعنا من الاهتمام فيها ، معتقداً أن تواصل الحال على هذا المنوال قد يوصل المزارع إلى ارض بلا محصول لذا نحن بحاجة إلى تغيير جذري في ظروف عملنا الزراعي .
يشار إلى أن آلاف المزارعين في قطاع غزة لاسيّما الذين يملكون أراضي زراعية في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي شرق وشمال القطاع يتكبّدون سنويا خسائر مادية ضخمة جراء تجريف قوات الاحتلال لأراضيهم بلغت عشرات ملايين الدولارات، وأصبح معظمهم عاطلين عن العمل، ناهيك عن استشهاد وجرح عشرات المزارعين بنيران قوات الاحتلال بحسب المصادر الرسمية .
كفاح موسمي
وبحسب تقرير معلوماتي صدر عن مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فأن وجود منطقة عازلة بعرض 350 متراً على طول قطاع غزة يمثل خسارة 13.8 كيلو متراً مربعاً من المساحة الإجمالية لقطاع غزة البالغة 362 كيلو متراً ما يهدد السلة الغذائية للمستهلك الفلسطيني ويزيد من معاناة المواطنين المدنيين في قطاع غزة المتفاقمة بفعل الحصار والإغلاق الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وأشار التقرير إلى أن أراضي القطاع الشرقية تعتبر الأكثر خصوبة على المستوى البيئي ومستوى الموارد الزراعية حيث تشكل تلك الأراضي سلة غذائية زراعية للمستهلك الفلسطيني مما يعنى أن استمرار قوات الاحتلال في إتباع سياسة خلق وإنشاء مناطق عازلة في قطاع غزة يعتبر استكمالاً لإجراءاتها التعسفية التي بدأتها مطلع الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000 حيث تم إنشاء منطقة عازلة بعرض 150 متراً داخل قطاع غزة.
وفي ظل هذا الاستهداف الممنهج للمزارعين الغزيين وتعمّد الاحتلال منعهم من حقهم في الوصول إلى أراضيهم يواصل عشرات المزارعين في بلدة بيت حانون ،وبيت لاهيا ،وشرق الزيتون ،والبريج ، كفاحهم الموسمي في قطف محاصيلهم وكلهم أمل أن يغير الله واقعهم المعيشي ليتمكنوا كغيرهم من القطاعات الفلسطينية التي أنهكها الحصار وإيجاد بدائل مناسبة.
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار