من أجل فلسطين ... من أجل القدس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال الله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
من أجلها ذرفت عيون
ولتربها حنت قلـوبْ
من أجلها شد الرجال عزائم الأبطال، أحيوا في نفوسهم الحماسة عرفوا معنى النضال.
إنها فلسطين، أرض القدس، أرض الأقصى، ثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، والقبلة التي توجه إليها رسول الله بعد الهجرة سبعة عشر شهرا.
إنها فلسطين، أرض بيت المقدس، الأرض المباركة بنص كتاب الله
قال سبحانه: سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاْقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ [الإسراء:1]. وقال تعالى: وَنَجَّيْنَـهُ وَلُوطاً إِلَى الأرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا [الأنبياء:71]. وقال عز من قائل: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـهِرَةً [سبأ:18].
قال ابن عباس: القرى التي باركنا فيها هي بيت المقدس.
إنها فلسطين الأرض المقدسة بنص القرآن الكريم: يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة:21]. قال الزجاج: المقدسة الطاهرة، سماها مقدسة لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء والمؤمنين.
إنها فلسطين أرض الأنبياء والمرسلين، فعلى أرضها عاش إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وغيرهم الكثير ممن لم تذكر أسماؤهم من أنبياء بني إسرائيل.
إنها فلسطين التي تبسط عليها الملائكة أجنحتها فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طُوبَى لِلشَّام فَقُلْنَا لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا . رواه أحمد والترمذي والحاكم.
إنها فلسطين أرض المحشر والمنشر، فقد روى الإمام أحمد بسنده عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ" ورواه ابن ماجه.
إنها فلسطين موئل الطائفة المنصورة الثابتة على الحق، فعن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. [أحمد].
إنها فلسطين مصرع الدجال ومقتله حيث يلقاه عيسى عليه السلام فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ. [مسلم وغيره].
إنها فلسطين من الشام ألارض التي دعا لها رسول الله بقوله: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ : هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. كما في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
إنها فلسطين موطن الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وواثلة بن الأسقع، ودحية الكلبي، وأوس بن الصامت، ومسعود بن أوس،. وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
إنها فلسطين موطن الآلاف من أعلام الأمة وعلمائها الذي أضاؤوا في سمائها بدورا ولمعوا فيها نجوما، ومن هؤلاء: مالك بن دينار وسفيان الثوري وابن شهاب الزهري والشافعي وغيرهم.
نعم، هذه هي فلسطين بعبقها وتاريخها، بخيراتها وبركاتها وفضائلها وشموخها. هذه هي فلسطين..
هذي فلسطين يا من ليس يعرفهـا ... كـأن أحجارها القدسـية الشهبُ
نعم، هذه فلسطين يا عباد الله، أحببناها لبركاتها وخيراتها ولما لها ولمسجدها الأقصى من مكانة في ديننا.
من أجل فلسطين أيها الإخوة شد الأبطال عزائمهم وأسرجوا خيولهم وطاروا يسابقون الريح.
من أجل فلسطين أراق الشهداء دماءهم وبذلوا أرواحهم رخيصة.
من أجل فلسطين تتابعت التضحيات، وعظم البذل.
وكم سجل التاريخ من مواقف عظيمة لأبطال عظماء هبوا دفاعا عن فلسطين و ما بخلوا بغال ولا نفيس.
لقد سار إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ولما وصل إلى بيت المقدس صلى في محراب داود عليه السلام.
ومن أجل فلسطين شمخ صلاح الدين برأسه وشحذ سيفه وأعد عدته ليخرج الفرنجة من أرض الأقصى، وقد نصره الله وفتح بيت المقدس.
ومن أجل فلسطين جرد العملاق مظفر قطز سلاحه ووقف على عين جالوت ليصد عن فلسطين ومصر طوفان التتار الهادر، وفي رمضان من عام 658 للهجرة اصطدم الجبلان في عين جالوت شمالي شرق فلسطين وصاح قطز صيحته الشهيرة (واإسلاماه) فانتفض الجند المسلم ومنح الله للمسلمين أكتاف الكافرين وترجل قطز عن فرسه و سجد شكرا لله.
ومن أجل فلسطين ضحى عبد الحميد بعرشه وملكه وقال: لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من فلسطين لأنها ليست لي بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بدمائهم وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها.
ومن أجل فلسطين انتفض أبناء الحجارة يحملون حصى أرضهم وترابها ليرموا بها وجوه الدخلاء الغاصبين.
نعم يا فلسطين . من أجلك نهض هؤلاء.
اخوتي واحبتي ......
حين نتحدث عن فلسطين والأقصى نجد أنفسنا أمام مأساة تعجز الكلمات عن وصفها، اختلطت فيها العبرات بالعبارات.
عم نتحدث؟ عن شعب أعزل يواجه مجزرة جماعية بشعة، أم عن أقصى ينتهك، أم عن صمت عالمي، أم عن حقوق مضيَّعة، أم عن أمة مخدّرة، أم عن إرهاب أهوج.
إن المؤامرة على المسجد الأقصى وفلسطين مسرى رسول الله أصبحت حقيقة واقعة ظاهرة للعيان، تتسارع خطواتها يوماً بعد يوم، بل لحظة بعد لحظة. وكل مسلم مستطيع مطالب بأي عمل يخدم قضية القدس والمسجد الأقصى، ورفع الظلم عن الشعب المسلم، ودعم صمود المسلمين في فلسطين والقدس.
ومع ذلك نعلم يقيناً أن قضية فلسطين لن تنسى؛ لأنها في قلب كل مسلم.
القدس وفلسطين أرض الإسراء والمعراج بذل فيها المسلمون دماءهم وتضحياتهم، وقدموا ملايين الشهداء منذ فجر الإسلام، وما زالوا.
قال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21].
وقال تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر :51].
وقال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ [آل عمران:12-13].
اخوتي : وعن واقعنا الحالي نذكر هذا الحديث:
في سنن أبي داود عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال الله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
من أجلها ذرفت عيون
ولتربها حنت قلـوبْ
من أجلها شد الرجال عزائم الأبطال، أحيوا في نفوسهم الحماسة عرفوا معنى النضال.
إنها فلسطين، أرض القدس، أرض الأقصى، ثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، والقبلة التي توجه إليها رسول الله بعد الهجرة سبعة عشر شهرا.
إنها فلسطين، أرض بيت المقدس، الأرض المباركة بنص كتاب الله
قال سبحانه: سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاْقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ [الإسراء:1]. وقال تعالى: وَنَجَّيْنَـهُ وَلُوطاً إِلَى الأرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا [الأنبياء:71]. وقال عز من قائل: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـهِرَةً [سبأ:18].
قال ابن عباس: القرى التي باركنا فيها هي بيت المقدس.
إنها فلسطين الأرض المقدسة بنص القرآن الكريم: يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة:21]. قال الزجاج: المقدسة الطاهرة، سماها مقدسة لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء والمؤمنين.
إنها فلسطين أرض الأنبياء والمرسلين، فعلى أرضها عاش إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وغيرهم الكثير ممن لم تذكر أسماؤهم من أنبياء بني إسرائيل.
إنها فلسطين التي تبسط عليها الملائكة أجنحتها فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طُوبَى لِلشَّام فَقُلْنَا لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا . رواه أحمد والترمذي والحاكم.
إنها فلسطين أرض المحشر والمنشر، فقد روى الإمام أحمد بسنده عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ" ورواه ابن ماجه.
إنها فلسطين موئل الطائفة المنصورة الثابتة على الحق، فعن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. [أحمد].
إنها فلسطين مصرع الدجال ومقتله حيث يلقاه عيسى عليه السلام فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ. [مسلم وغيره].
إنها فلسطين من الشام ألارض التي دعا لها رسول الله بقوله: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ : هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. كما في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
إنها فلسطين موطن الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وواثلة بن الأسقع، ودحية الكلبي، وأوس بن الصامت، ومسعود بن أوس،. وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
إنها فلسطين موطن الآلاف من أعلام الأمة وعلمائها الذي أضاؤوا في سمائها بدورا ولمعوا فيها نجوما، ومن هؤلاء: مالك بن دينار وسفيان الثوري وابن شهاب الزهري والشافعي وغيرهم.
نعم، هذه هي فلسطين بعبقها وتاريخها، بخيراتها وبركاتها وفضائلها وشموخها. هذه هي فلسطين..
هذي فلسطين يا من ليس يعرفهـا ... كـأن أحجارها القدسـية الشهبُ
نعم، هذه فلسطين يا عباد الله، أحببناها لبركاتها وخيراتها ولما لها ولمسجدها الأقصى من مكانة في ديننا.
من أجل فلسطين أيها الإخوة شد الأبطال عزائمهم وأسرجوا خيولهم وطاروا يسابقون الريح.
من أجل فلسطين أراق الشهداء دماءهم وبذلوا أرواحهم رخيصة.
من أجل فلسطين تتابعت التضحيات، وعظم البذل.
وكم سجل التاريخ من مواقف عظيمة لأبطال عظماء هبوا دفاعا عن فلسطين و ما بخلوا بغال ولا نفيس.
لقد سار إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ولما وصل إلى بيت المقدس صلى في محراب داود عليه السلام.
ومن أجل فلسطين شمخ صلاح الدين برأسه وشحذ سيفه وأعد عدته ليخرج الفرنجة من أرض الأقصى، وقد نصره الله وفتح بيت المقدس.
ومن أجل فلسطين جرد العملاق مظفر قطز سلاحه ووقف على عين جالوت ليصد عن فلسطين ومصر طوفان التتار الهادر، وفي رمضان من عام 658 للهجرة اصطدم الجبلان في عين جالوت شمالي شرق فلسطين وصاح قطز صيحته الشهيرة (واإسلاماه) فانتفض الجند المسلم ومنح الله للمسلمين أكتاف الكافرين وترجل قطز عن فرسه و سجد شكرا لله.
ومن أجل فلسطين ضحى عبد الحميد بعرشه وملكه وقال: لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من فلسطين لأنها ليست لي بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بدمائهم وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها.
ومن أجل فلسطين انتفض أبناء الحجارة يحملون حصى أرضهم وترابها ليرموا بها وجوه الدخلاء الغاصبين.
نعم يا فلسطين . من أجلك نهض هؤلاء.
اخوتي واحبتي ......
حين نتحدث عن فلسطين والأقصى نجد أنفسنا أمام مأساة تعجز الكلمات عن وصفها، اختلطت فيها العبرات بالعبارات.
عم نتحدث؟ عن شعب أعزل يواجه مجزرة جماعية بشعة، أم عن أقصى ينتهك، أم عن صمت عالمي، أم عن حقوق مضيَّعة، أم عن أمة مخدّرة، أم عن إرهاب أهوج.
إن المؤامرة على المسجد الأقصى وفلسطين مسرى رسول الله أصبحت حقيقة واقعة ظاهرة للعيان، تتسارع خطواتها يوماً بعد يوم، بل لحظة بعد لحظة. وكل مسلم مستطيع مطالب بأي عمل يخدم قضية القدس والمسجد الأقصى، ورفع الظلم عن الشعب المسلم، ودعم صمود المسلمين في فلسطين والقدس.
ومع ذلك نعلم يقيناً أن قضية فلسطين لن تنسى؛ لأنها في قلب كل مسلم.
القدس وفلسطين أرض الإسراء والمعراج بذل فيها المسلمون دماءهم وتضحياتهم، وقدموا ملايين الشهداء منذ فجر الإسلام، وما زالوا.
قال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21].
وقال تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر :51].
وقال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ [آل عمران:12-13].
اخوتي : وعن واقعنا الحالي نذكر هذا الحديث:
في سنن أبي داود عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار