يخشون من تكبد خسائر باهظة
انحباس الأمطار وارتفاع حرارة الجو يقلقان مزارعي غزة
غزة/ هدى بارود:
اشتكى مزارعون في قطاع غزة من شح سقوط الأمطار في موسم الشتاء الحالي، متخوفين من استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتلف محاصيلهم الزراعية المعتمدة على مياه الأمطار.
وأعرب المزارعون في أحاديث منفصلة مع "فلسطين" عن قلقهم إزاء الخسارة التي يمكن أن تلحق بمحصولهم في حال انتهى الشتاء دون سقوط الكميات الجيدة من الأمطار، مؤكدين صعوبة اعتمادهم على مياه الري والآبار الجوفية.
وأشاروا إلى تنوع أشكال الخسارة بين ضياع العائد المالي على بذر الحبوب والاهتمام بها، وتحصيل مياه الري، إضافة إلى المبيدات الحشرية التي يلجؤون لها لتكاثر الديدان الضارة نتيجة اعتدال الجو في الشتاء.
وتوقع المزارع مصطفى عرفات من مدينة غزة أن يمنى بخسارة فادحة هذا الموسم في محصول القمح والبازيلاء، قائلا: "لا أتوقع الحصول على مربح هذه السنة إطلاقا، و13 دونماً من أرضي المزروعة لن أحصد نتائجهما إذا بقي سقوط الأمطار بهذه النسب القليلة".
وأضاف عرفات: "أكثر المحاصيل تأثرا البازيلاء والقمح والشعير، لأنها تعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار، في حين أستطيع تلافي القليل من الخسارة في بيارة البرتقال والزيتون، معتمدا على مياه الآبار".
وأشار عرفات إلى محاولته تقليل نسبة الخسارة في أرضه معتمدا على مياه الري، قائلا: "مددت مرشات المياه من بئر قريب إلى مزارع الحبوب، ولكن نمو النبات أقل من المستوى المعتاد، فلم يعلو القمح أكثر من 15 سم عن وجه الأرض".
ولفت الانتباه إلى مشاكل أخرى يعانيها المزارع من شح سقوط الأمطار، قائلا: "كثير من الحشرات الضارة بالحمضيات والزيتون تقتل هذه الفترة من السنة من البرد، وتخلصنا الأمطار من الكثير من الديدان الضارة، ولكن مع تأخر الأمطار تستمر الحشرات بالنمو والتكاثر وتسبب الكثير من الضرر".
وعن الاستفادة من بقايا المحصول في حال استمر شح المطر لشهري فبراير ومارس، قال عرفات: "للأسف النبات يجف ويموت، عدا عن ارتفاعه القليل عن سطح الأرض، ومن الصعب بيعه كأعلاف للماشية".
ووافقه الرأي المزارع أيمن جاد الله من مدينة رفح، الذي توقع خسارة كبيرة هذا العام، قائلا: "زرعت 10 دونمات من أرضي بمحصول البازيلاء، ومع انقطاع الأمطار سيتلف المحصول بالتأكيد، وأتوقع خسارة 100%".
وأضاف: " لا يزيد ارتفاع المحصول عن 5سم، إضافة إلى أن النبات لم يورق حتى الآن، والكثير من الحبوب لم تنمو أو تيبست وماتت"، شاكيا صعوبة إمداد أرضه في منطقة "الشوكة" برفح بالمياه لابتعاد الآبار عنها.
وعن قدرته على تحمل الخسارة، قال جاد الله: "إذا استمرت الأمطار بالتذبذب لن أكون قادرا على الزراعة العام المقبل، وأنتظر انفراج الحال وانتهاء أشهر الشتاء بسقوط الأمطار وانتعاش المزروعات".
من جهته، أشار مسئول اتحاد العمل الزراعي في الجنوب حسين أبو العيش إلى إمكانية خسارة 1500 دونم من الأراضي الزراعية في المنطقة الجنوبية للقطاع فقط، قائلا: "التذبذب الملحوظ لسقوط الأمطار في القطاع، وتذبذب مستوياته على مستوى المحافظات ينبئ بخسارة كبيرة لمزارعي الجنوب".
وتابع أبو العيش في مقابلة مع "فلسطين": لن يستفيد المزارع من الحبوب كالقمح والشعير والبازيلاء في رفح على وجه الخصوص، معللا "من بداية الشتاء هطلت الأمطار لمرة واحدة في الجنوب، وأثرت على نمو المحاصيل، في حين هطولها في شمال القطاع لمرتين وأكثر ساعد على نمو المحاصيل بنسبة أكثر بقليل".
وعن نسبة الخسائر المتوقعة، قال أبو العيش: "تتفاوت نسبة الخسارة حسب المساحة المزروعة من الأرض، ومساحتها الكلية، ويمكن أن يتكبد الدونم الواحد من القمح أو الشعير ما يقارب 250 إلى 300 شيقل، عدا عن الجهد المبذول في الأرض".
وأضاف: "رغم تعرض البازيلاء للتلف أكثر من المحاصيل الأخرى، إلا أن خسارتها أقل لتنبه المزارعين وصغر المساحة المزروعة منها"، مردفا: "لا يمكن التخلص من النباتات التالفة كطعام للماشية، نظرا لتيبسها وقصرها".
بدوره، أشار مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الزراعة م.نزار الوحيدي إلى أمكانية تلافي الخسارة في المحاصيل الزراعية بالاعتماد على مياه الآبار، قائلا: " المزارع الفلسطيني قادر على استغلال المياه الجوفية وتلافي الخسارة، وبالتالي يقل منسوب المياه الجوفية، ويصبح من الصعب حقنه بالمياه لشح الأمطار".
وأضاف في حديثه لـ"فلسطين": "لم ينتهِ الشتاء بعد، ونحن ننتظر هطول كميات جيدة من الأمطار في فبراير ومارس لتوازن الجفاف"، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبار هذا الشتاء جافاً إلا إذا انقضى دون سقوط الكميات المعتادة من الأمطار.
ولفت الوحيدي الانتباه إلى قدرة وزارته على مواجهة موسم الجفاف مستعيضة بمياه الآبار الجوفية، معتبرا أن الوضع طبيعي نتيجة التذبذب المعتاد في موسم الشتاء في فلسطين، وفق قوله.
وأشار إلى عدد من الخطط البديلة التي يمكن أن تعتمدها وزارته عدا عن تعويض المياه، قائلا: "ستزيد حجم الصادرات بالتأكيد لتعويض النقص من المزروعات، إضافة إلى تقليل مساحة الأرض المزروعة من النباتات البعلية".
انحباس الأمطار وارتفاع حرارة الجو يقلقان مزارعي غزة
غزة/ هدى بارود:
اشتكى مزارعون في قطاع غزة من شح سقوط الأمطار في موسم الشتاء الحالي، متخوفين من استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتلف محاصيلهم الزراعية المعتمدة على مياه الأمطار.
وأعرب المزارعون في أحاديث منفصلة مع "فلسطين" عن قلقهم إزاء الخسارة التي يمكن أن تلحق بمحصولهم في حال انتهى الشتاء دون سقوط الكميات الجيدة من الأمطار، مؤكدين صعوبة اعتمادهم على مياه الري والآبار الجوفية.
وأشاروا إلى تنوع أشكال الخسارة بين ضياع العائد المالي على بذر الحبوب والاهتمام بها، وتحصيل مياه الري، إضافة إلى المبيدات الحشرية التي يلجؤون لها لتكاثر الديدان الضارة نتيجة اعتدال الجو في الشتاء.
وتوقع المزارع مصطفى عرفات من مدينة غزة أن يمنى بخسارة فادحة هذا الموسم في محصول القمح والبازيلاء، قائلا: "لا أتوقع الحصول على مربح هذه السنة إطلاقا، و13 دونماً من أرضي المزروعة لن أحصد نتائجهما إذا بقي سقوط الأمطار بهذه النسب القليلة".
وأضاف عرفات: "أكثر المحاصيل تأثرا البازيلاء والقمح والشعير، لأنها تعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار، في حين أستطيع تلافي القليل من الخسارة في بيارة البرتقال والزيتون، معتمدا على مياه الآبار".
وأشار عرفات إلى محاولته تقليل نسبة الخسارة في أرضه معتمدا على مياه الري، قائلا: "مددت مرشات المياه من بئر قريب إلى مزارع الحبوب، ولكن نمو النبات أقل من المستوى المعتاد، فلم يعلو القمح أكثر من 15 سم عن وجه الأرض".
ولفت الانتباه إلى مشاكل أخرى يعانيها المزارع من شح سقوط الأمطار، قائلا: "كثير من الحشرات الضارة بالحمضيات والزيتون تقتل هذه الفترة من السنة من البرد، وتخلصنا الأمطار من الكثير من الديدان الضارة، ولكن مع تأخر الأمطار تستمر الحشرات بالنمو والتكاثر وتسبب الكثير من الضرر".
وعن الاستفادة من بقايا المحصول في حال استمر شح المطر لشهري فبراير ومارس، قال عرفات: "للأسف النبات يجف ويموت، عدا عن ارتفاعه القليل عن سطح الأرض، ومن الصعب بيعه كأعلاف للماشية".
ووافقه الرأي المزارع أيمن جاد الله من مدينة رفح، الذي توقع خسارة كبيرة هذا العام، قائلا: "زرعت 10 دونمات من أرضي بمحصول البازيلاء، ومع انقطاع الأمطار سيتلف المحصول بالتأكيد، وأتوقع خسارة 100%".
وأضاف: " لا يزيد ارتفاع المحصول عن 5سم، إضافة إلى أن النبات لم يورق حتى الآن، والكثير من الحبوب لم تنمو أو تيبست وماتت"، شاكيا صعوبة إمداد أرضه في منطقة "الشوكة" برفح بالمياه لابتعاد الآبار عنها.
وعن قدرته على تحمل الخسارة، قال جاد الله: "إذا استمرت الأمطار بالتذبذب لن أكون قادرا على الزراعة العام المقبل، وأنتظر انفراج الحال وانتهاء أشهر الشتاء بسقوط الأمطار وانتعاش المزروعات".
من جهته، أشار مسئول اتحاد العمل الزراعي في الجنوب حسين أبو العيش إلى إمكانية خسارة 1500 دونم من الأراضي الزراعية في المنطقة الجنوبية للقطاع فقط، قائلا: "التذبذب الملحوظ لسقوط الأمطار في القطاع، وتذبذب مستوياته على مستوى المحافظات ينبئ بخسارة كبيرة لمزارعي الجنوب".
وتابع أبو العيش في مقابلة مع "فلسطين": لن يستفيد المزارع من الحبوب كالقمح والشعير والبازيلاء في رفح على وجه الخصوص، معللا "من بداية الشتاء هطلت الأمطار لمرة واحدة في الجنوب، وأثرت على نمو المحاصيل، في حين هطولها في شمال القطاع لمرتين وأكثر ساعد على نمو المحاصيل بنسبة أكثر بقليل".
وعن نسبة الخسائر المتوقعة، قال أبو العيش: "تتفاوت نسبة الخسارة حسب المساحة المزروعة من الأرض، ومساحتها الكلية، ويمكن أن يتكبد الدونم الواحد من القمح أو الشعير ما يقارب 250 إلى 300 شيقل، عدا عن الجهد المبذول في الأرض".
وأضاف: "رغم تعرض البازيلاء للتلف أكثر من المحاصيل الأخرى، إلا أن خسارتها أقل لتنبه المزارعين وصغر المساحة المزروعة منها"، مردفا: "لا يمكن التخلص من النباتات التالفة كطعام للماشية، نظرا لتيبسها وقصرها".
بدوره، أشار مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الزراعة م.نزار الوحيدي إلى أمكانية تلافي الخسارة في المحاصيل الزراعية بالاعتماد على مياه الآبار، قائلا: " المزارع الفلسطيني قادر على استغلال المياه الجوفية وتلافي الخسارة، وبالتالي يقل منسوب المياه الجوفية، ويصبح من الصعب حقنه بالمياه لشح الأمطار".
وأضاف في حديثه لـ"فلسطين": "لم ينتهِ الشتاء بعد، ونحن ننتظر هطول كميات جيدة من الأمطار في فبراير ومارس لتوازن الجفاف"، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبار هذا الشتاء جافاً إلا إذا انقضى دون سقوط الكميات المعتادة من الأمطار.
ولفت الوحيدي الانتباه إلى قدرة وزارته على مواجهة موسم الجفاف مستعيضة بمياه الآبار الجوفية، معتبرا أن الوضع طبيعي نتيجة التذبذب المعتاد في موسم الشتاء في فلسطين، وفق قوله.
وأشار إلى عدد من الخطط البديلة التي يمكن أن تعتمدها وزارته عدا عن تعويض المياه، قائلا: "ستزيد حجم الصادرات بالتأكيد لتعويض النقص من المزروعات، إضافة إلى تقليل مساحة الأرض المزروعة من النباتات البعلية".
الإثنين فبراير 24, 2014 7:58 pm من طرف عبدالرحمن
» حالة الطقس اليوم فى مدينة رفح ***
الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:12 pm من طرف م.ابراهيم الجزار
» نشرات زراعية حول زراعة وانتاج بعض انواع اشجار الفاكهة
الثلاثاء مايو 28, 2013 10:15 pm من طرف بانشير
» مجلة عالم الزراعة
الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm من طرف أبوبراءة
» زراعة الخيار داخل البيوت البلاستيكية
الخميس أغسطس 16, 2012 9:14 pm من طرف محمد العرجا
» بعض المشاكل التي تتعرض لها نباتات البندورة أثناء نموها
الخميس يوليو 19, 2012 3:01 am من طرف جليل1
» نشرات زراعية حول تربية ورعاية الابقار والاغنام
الأربعاء يونيو 27, 2012 7:28 am من طرف ابوالشاطر
» مجلة الزراعة الصادرة عن وزارة الزراعة والاصلاح السورية
الخميس مارس 22, 2012 1:12 pm من طرف محمد العرجا
» البطاطا المسلوقة تمتص الدهون من الجسم
الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:43 pm من طرف م.ابراهيم الجزار